New Star
عدد المساهمات : 307 تاريخ التسجيل : 24/03/2011
| موضوع: خديجة بنت خويلد الإثنين نوفمبر 25, 2019 1:04 am | |
| الطاهرة
خديجة بنت خويلد
خديجة بنت خويلد بن أسد ، أمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم .
أم المؤمنين ، زوج النبى صلى الله عليه سلم ، أول امرأة تزوجها ، أول خلق الله أسلم بإجماع المسلين ، لم يتقدمها رجل ولا امرأة ، وكانت وزيرة صدق على الاسلام.
تزوجت خديجة من أبى هالة بن زُرارة بن نبَّاش فولدت له هند بن أبى هالة وهالة بن أبى هالة ثم خلف عليها بعد أبى هالة عتيق بن عابد بن عبد الله فولدت له هند بنت عتيق.
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة رضى الله عنها قبل الوحى وعمره حينئذ خمس وعشرون سنة ، وكان عمرها حينئذ أربعين سنة وأقامت معه خمساً وعشرين سنة ، والذى تولى زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عمها عمرو بن أسد لأن أباها قد مات .
وكان سبب تزوجها برسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كانت امرأة تاجرة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال فى مالها تُضاربهم إياه بشىء تجعله لهم منه.فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه وعِظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه وعرضت عليه أن
يخرج فى مالها إلى الشام تاجراً ، وتعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار ، مع غلام لها يقال له : ميسرة ، فقبله منها وخرج فى مالها معه غلامها ميسرة ، حتى قدم الشام فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ظل شجرة قريبا من صومعة راهب ، فاطلع الراهب إلى ميسرة
فقال : من هذا الرجل الذى نزل تحت هذه الشجرة ؟ قال : هذا رجل من قريش من أهل الحرم. فقال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبى.
ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التى خرج بها ، واشترى ما أراد ، ثم أقبل قافلا إلى مكة ، فلما قدم على خديجة بمالها باعت ما جاء به ، فأضعف أو قريبا ، وحدثها ميسرة عن قول الراهب.فلما أخبرها ميسرة بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له : إنى قد
رُغبتُ فيك لقرابتك منى ، وشرفك فى قومك ، وأمانتك عندهم ، وحسن خلقك ، وصدق حديثك ثم عرضت عليه نفسها .
كانت أوسط نساء قريش نسبا ، أعظهم شرفا ، أكثرهم مالا. فلما قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالت ، ذكر ذلك لأعمامه ، فخرج معه حمزة ابن عبد الطلب حتى دخل على عمرو بن أسد فخطبها إليه فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصدقها عشرين بكرة ، فولدت له
ولده كلهم قبل أن ينزل عليه الوحى : زينب ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة والقاسم وعبد الله وكان يقال له : الطيب والطاهر.
قالت عائشة: أول ما بدىء به النبى صلى الله عليه سلم من الوحي الرؤيا الصالحة ثم حُبٍّب إليه الخلاء (الخلوةِ والتعبُّدِ)، فكان يأتى حراء (غار حراء) فيتحنث فيه، أى يتعبد الليالي ذوات العدد (لياليَ وأيَّامًا عديدةً) ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى فجأه الحق وهو
فى غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال فقلت: ما أنا بقارىء. فأخذنى فغطًّنى حتى بلغ منى الجهد، ثم أرسلني (أطلقني)، فقال: اقرأ، قال فقلت: ما أنا بقارىء. فأخذني الثانية فغطني (ضمني إليه ضما شديدا وذلك الضم ليستعد لما يلقيه إليه الملك من الوحي) حتى بلغ منى الجهد
(حتى بلغ منه أقصى ما تتحَمَّلُهالطَّاقةُ البَشَريَّةُ) ، ثم أرسلني، اقرأ، قال فقلت: ما أنا بقارىء. فأخذنى فغطًّنى الثالثة حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلنى فقال: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)
﴾ [العلق:1-5 ] فرجع بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف بها فؤاده، فدخل على خديجة رضى الله عنها فقال: زملوني زملوني (غَطوني بالثِّيابِ ولفوني بها) فزملوه حتى ذهب عنه الروع، وقال لخديجة: لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: كلا، والله لا يخزيك الله أبدا، إنك
لتصل الرحم، وتحمل الكل (الضعيف العاجز والمراد الفقير الذي لا مال له) ، وتكسب المعدوم (تُعطي النَّاسَ ما لا يَجِدونَه عند غَيرِك) وتقرى الضيف (تُهَيِّئ له طعامَه ونُزُلَه) ، وتعين على نوائب الحق(حوادثه).
فانطلقت به خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان أمرئ تنصّر فى الجاهلية، ويكتب الكتاب العبراني ، ويكتب من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب ، فقالت له خديجة: يا ابن عم ، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا الناموس
(الوحي) الذى نزل الله على موسى يا ليتنى فيها جذعا (شابا) ، ليتنى أكون حيا إذ يخرجك قومك. قال: أو مخرجي هم؟ قال: نعم، إنه لم يأت أحد بما جئت به إلى عودي وأُوذى، وإن يدركني يومُك أنصُرُك نصراً مؤزّرا. ثم لم يلبث ورقة أن تُوفى.
كانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله ، وصدق بما جاء به ، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان لا يسمع شيئا يكرهه من الكفار والمكذبين إلا فرج الله عنه بها – أى بخديجة – إذا رجع إليها تُثبته وتخفف عنه ، تصدقه وتهون عليه أمر الناس رضى الله عنها.
وكانت خديجة امرأة عاقلة لبيبة ، فعندما كان جبريل عليه السلام يظهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حادثة الغار وقبل أن يؤمر بالدعوة والتبس على رسول الله صلى الله عليه سلم هذا الأمر ، قالت له : يا رسولَ اللهِ يا ابنَ عَمِّ ، هل تستطيعُ إذا جاءك الذي يأتيك أن تخبِرَني به ،
فقال لي رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: نعم يا خديجةُ ، قالت خديجةُ: فجاءه جبريلُ ذات يومٍ وأنا عنده، فقال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا خديجةُ هذا صاحبي الذي يأتيني قد جاء فقُلتُ له: قم فاجلِسْ على فخذي الأيمَنِ ، فقلتُ له: هل تراه؟ قال: نعم ، فقلتُ له: تحوَّلْ فاجلِسْ على
فخذي الأيسَرِ، فجلس فقلتُ له: هل تراه؟ قال: نعم ، فقلتُ له: تحوَّلْ فاجلِسْ في حجري، فجلسَ فقلتُ له: تراه؟ قال: نعم، قالت خديجةُ: فتحَسَّرتُ وطرحت خماري ، وقلتُ: هل تراه؟ قال: لا، فقلتُ: هذا واللهِ ملَكٌ كريمٌ ، واللهِ ما هو شيطانٌ ، قالت خديجةُ: فقلتُ لورقةَ بنِ نوفلِ بن أسد بن
عبد العزى بن قصي ذلك ممَّا أخبرني به محمَّدٌ رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال ورقةُ: حقًّا يا خديجةُ حَدَّثتُك.الهيثمى
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبها كثيرا ، ويصل من كان له صلة بخديجة رضى الله عنها بعد موتها.
ومن كرامتها عليه صلى الله عليه وسلم أنها لم يتزوج امرأة قبلها ، ولم يتزوج عليها قط ، ولا تسرَّى إلى أن قضت نحبها.
ومن خواص خديجة رضي الله عنها: أنها لم تسؤه قط ، ولم تغاضبه ، ولم ينلها منه إيلاء ولا عتب قط ولا هجر ، وكفى بهذه منقبة ، ومن خواصها أنها أول امرأة آمنت بالله من هذه الأمة.
تقول عائشة رضى الله عنها: جاءت عجوز إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: «من أنت؟» قالت: «أنا جثّامة. قال: «بل أنت حضانة» وفى رواية «بل أنت حسّانة»، كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ قالت عائشة: فلما خرجت قلت: يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا
الاقبال!قال: «إنهاكانت تأتينا زمن خديجة (أي: أنَّها من صَديقاتِ خَديجةَ بِنتِ خُوَيلدٍ)، إن حسن العهد من الايمان». الألباني
وبلغ من حب الرسول الله صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة والثناء عليها كثيراً وإكرام من كان له صلة بخديجة أن أثار غيرة السيدة عائشة رضى الله عنها فقالت: «ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة وما رأيتها ، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر ذكرها
، وربما ذبح الشاة ثم يُقطّعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد». البخاري
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بشيءٍ قال: «اذهَبوا به إلى فلانةَ فإنَّها كانت صديقةَ خديجةَ». ابن حبان
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة ، فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوما من الأيام فأدركتنى الغيرة ، فقلت: ما أكثرَ ما تذكُرُها حَمراءَ الشِّدْقِ (الشِّدقُ جانبُ الفمِ، وتقصِدُ: سقوطَ الأسنانِ مِن الكِبَرِ، فلم يبقَ بشِدْقَيها بياضٌ إلَّا
حمرةُ اللِّثات) ، قد أبدَلَكَ اللهُ عزَّ وجلَّ بها خَيرًا منها ، قال: « ما أبدَلَني اللهُ عزَّ وجلَّ خَيرًا منها، قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ عزَّ وجلَّ ولَدَها إذ حرَمَني أولادَ النِّساءِ. » البخاري. قالت عائشة: فقلت في نفسي:
لا أذكرها بسيئة أبداً.
وفى حقها يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساء العالمين «مَريمُ بنتُ عِمرانَ وخديجةُ بنتُ خُوَيلدٍ وفاطمةُ بنتُ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وآسيةُ امرأةُ فِرعونَ» .ابن حبان
قال ابن عباس: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أربع خطوط ، قال: أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضلُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ خديجةُ بنتُ خويلدٍ وفاطمةُ ابنةُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومريمُ ابنةُ عِمرانَ وآسيَةُ ابنةُ مُزاحِمٍ
امرأةُ فرعونَ». الإمام أحمد
وروى أبو هريرة قال: أتى جبريل النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام – أو طعام أو شراب – فإذا هى أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ، ومنى، وبشّرها «ببيت (قصر) في الجنة من قصب (لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف) ، ولا صخب
(اختلاط الأصوات) ، ولا نصب (تعب) فيه ». الشيخان
وتُوفيت خديجة رضى الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين وبعد أبى طالب بثلاث أيام وكان موتها فى رمضان ، ودفنت بالحجون (مقبرة المعلاة) بمكة ، عن خمس وستين سنة.
| |
|